مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية: مستقبل العلاقات التركية الإيرانية تعارضي وتعاوني معا

رأى أحمد أويصال، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في أنقرة (أورسام) أن مستقبل العلاقات بين إيران وتركيا سيكون “تعارضيًا وتعاونيًا” في آن معًا.

وفي تصوّره حول إمكانية أن يؤدي التبادل التجاري بين طهران وأنقرة إلى تقارب سياسي بينهما، بشأن سوريا، قال أويصال في مقابلة مع الأناضول: إن “ذلك ممكنً”، لكنه قلل بالوقت ذاته من حجم اهتمام إيران بمصالحها الاقتصادية.

وقال في هذا الصدد: “لا أعتقد أن النظام الإيراني يهمّه كثيرّا المصالح الاقتصادية. نهجه الذي يتّبعه في سوريا عقائدي، وهو يعتبر سوريا امتدادًا للنفوذ الإيراني الطبيعي”.

وأضاف : “هم لديهم منظور طائفي وقومي أيضًا، ويرون أن لديهم خط رئيسي يمرّ من العراق وسوريا ولبنان؛ يجب أن يدافعون عنه، وهم غير مكترثين بالمصالح الاقتصادية، لذا هم استنزفوا الكثير من الأموال في الصراع السوري”.

وفي منظوره لمستقبل العلاقات بين أنقرة وطهران، رأى أويصال أنها ستكون محل نزاع (سياسي) من جهة وتعاونية (على المستوى الاقتصادي) من جهة أخرى، قائلًا إن “هذه طبيعة فريدة من نوعها”

جدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري في كافة المجالات بين تركيا وإيران كان يبلغ 21.9 مليار دولار في 2012، قبل أن يتراجع إلى 10 مليارات دولار في 2015 بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على إيران.

وقال وزير الاقتصاد التركي، في تصريحات له العام الماضي، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد بنسبة 30% شهريًا.

غصن الزيتون

وحول رأيه في موقف إيران من عملية غصن الزيتون قال أويصال، وهو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول: “إن الحكومة الإيرانية ووسائل الإعلام المحلية انتقدا عملية غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا ضد تنظيمي “ب ي د/ بي كاكا” و “داعش” الإرهابيين بمنطقة عفرين شمال غربي سوريا.

وأضاف قائلًا “عندما أرسلت إيران ميليشيات شيعية إلى عفرين لإنقاذ إرهابيي “ب ي د”، بدا جيدًا أن طهران غير سعيدة بعملية غصن الزيتون”.

يشار أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، دعا تركيا يناير الماضي، لـ “وقف عملياتها العسكرية على الفور في عفرين” بحسب ما نقلت وكالة الأنباء “فارس” الإيرانية (شبه رسمية).

وحول تفسيره لتعاون طهران مع ” ب ي د ” رغم قلقها من مشروع انفصالي، اعتبر أويصال أن “إيران تعارض أي حركة إذا كانت تتحرك ضدها، إما إذا كانت موجهة ضد تركيا مثلًا أو العراق فليس عندها مشكلة بذلك”.

وتابع البروفسور التركي: “لكن في حال انقلب مسلحو التنظيم على إيران فإنها ستقوم بقتلهم أو سجنهم”.

واستطرد قائلًا: “لكن حتى من بداية اندلاع الأزمة في سوريا، عندما وقع نظام الأسد في ورطة، إيران نصحت بترك مناطق مثل القامشلي تحت نفوذ مقاتلي “ب ي د”، وتكون تحت إشرافها، حتى لا تسيطر عليها فصائل المعارضة (السورية)”.

ومنذ عام 2011، تدعم طهران رئيس النظام السوري، وتمدّ قواته بـ “مستشارين عسكريين” إيرانيين، إضافةً إلى مقاتلين “متطوعين” قدموا من أفغانستان والعراق وباكستان.

معاداة الغرب للديمقراطية في الشرق الأوسط

وفيما يتعلق بتغاضي الغرب عن إحباط إيران للثورات، اعتبر أويصال أن “الغرب والمخيم المعادي للديمقراطية (في الشرق الأوسط)وخاصة أمريكا وإسرائيل سمحوا لإيران بإحباط الربيع العربي في سوريا واليمن، وتطلعات شعوبها للديمقراطية”.

وعزا ذلك إلى أن “تلك الدول تعتبر الديمقراطية العربية، وتقوية الدول العربية لأنفسها؛ مثلًا أن تكون مصر أقوى، أو سوريا أقوى، تشكل تهديدًا وخطرًا عليهم”.

وأشار أيضًا إلى أن كل ما يريده الغرب هو مزيد من الانقسام (في صفوف دول الشرق الأوسط) ومزيد من القتال والضعف، وتخويفهم من بعضهم البعض، كما الحال بين دول الخليج على سبيل المثال”.

ولفت إلى أن ذلك “الوضع وتلك الظروف تساعد في إبقاء الدول المتنازعة تحت سيطرتهم… ولو كانت تلك الدول تنعم بالديمقراطية لرأتها بسهولة تحلّ مشاكلها بنفسها، وبالتالي لازدهر اقتصادها، ولاستخدمت مواردها بحكمة؛ لذلك لا يريد الغرب وإسرائيل الديمقراطية لتلك الدول”.

 

 

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.