كان يوم الأحد الموافق 11 سبتمبر/أيلول الماضي، يوماً فارقاً في السياحة المصرية بعد هبوط طائرة تركية على أرض مطار شرم الشيخ المصري وعلى متنها 154 سائحاً من جنسيات متعددة.
وهي المرة الأولى من 11 شهراً التي تحط فيها طائرة تركية تقل سياحاً إلى المدينة المصرية السياحية، بعد سقوط طائرة سياح روسية نهاية أكتوبر/تشرين أول 2015 فوق شبه جزيرة سيناء ومقتل ركابها والطاقم (224 شخصاً).
ورحبت مؤسسات سياحية مصرية بالقرار التركي الصادر عن سفارتها في القاهرة مطلع الشهر الجاري، والقاضي بإعادة استئناف رحلات الطيران بين اسطنبول وشرم الشيخ، على أمل أن تكون شركات الطيران التركية جسراً لسياح أوروبا الشرقية وخاصة روسيا، المتوقفة عن تنفيذ رحلات للمدينة السياحية.
وقال أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، إن استئناف الخطوط التركية رحلاتها إلى شرم الشيخ يحمل عدة رسائل إيجابية للبلاد، أهمها استعادة جزء مما فقدته السياحة المصرية ويمهد لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف حمدي: “رغم أن السوق التركية ليست من الأسواق الرئيسة التي تعتمد عليها مصر في سياحتها، إنما يمكن أن تكون بوابة للسياحة القادمة من شرق أوروبا”.
ونقلت شركات السياحة التركية نحو مليوني سائح أوروبي إلى مصر في 2013، بحسب تصريحات سابقة لوزير السياحة المصري السابق هشام زعزوع، مطلع أكتوبر/تشرين أول 2014.
ولم يذكر حمدي عدد السياح الأتراك الذين استقبلتهم مصر خلال العام الماضي، أو عدد سياح أوروبا الشرقية وروسيا.
وقد زار مصر 10 آلاف و600 سائح تركي خلال الثلث الأول (يناير/كانون ثاني – إبريل/نيسان) 2014، مقارنة بنحو 25.2 ألف سائح في نفس الفترة من عام 2013، بنسبة انخفاض بلغت 58%، وفقاً لإحصاءات وزارة السياحة المصرية (أحدث بيانات متوفرة).
وتسعى مصر لاستعادة الحركة السياحية الروسية لمواجهة أزمة نقص العملة الأجنبية التي قادت إلى ارتفاع الدولار لنحو 12.60 جنيهاً في السوق الموازية (السوداء) مقابل 8.88 جنيهات في السوق الرسمية.
ووفق مسح أجرته الأناضول، استناداً إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (حكومي)، فإن عدد السياح الوافدين إلى البلاد تراجع إلى 2.328 مليون سائح في الشهور الستة الأولى من العام الجاري، مقابل 3.969 مليون سائح خلال الفترة المناظرة من العام 2015.
وصدرت مؤخراً تصريحات من الجانبين التركي والمصري باتجاه تطوير العلاقات بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، خلال وقت سابق: “نؤيد تطوير العلاقات مع مصر، هي بلد قريب منا بثقافته وقيمه، ويجب ألا تعود الخلافات بين الحكومات بالظلم على شعبينا”.