بالرغم من خوفه من المياه في صغره، إلا أن السباح الوطني التركي غوكهان كوتا تغلب على خوفه بتشجيع ومساعدة من والده وأتقن السباحة ليغدو بطلا على مستوى القارة الأوروبية والعالم.
وقال كوتا ذو الـ 28 عاما، لمراسل الأناضول، إنه بدأ بممارسة السباحة مذ كان في الـ 9 من عمره، لافتا إلى أنه اهتم برياضات أخرى في صغره لكنه اختار السباحة فيما بعد لأنها تُشعره بالحرية.
وأضاف السباح التركي أنه يشعر بالسعادة والفخر الكبيرين لدى ارتفاع علم بلاده حين صعوده على منصات التتويج.
وأشار كوتا إلى انه يواصل التدريب في العاصمة أنقرة بمعدل 4 مرات أسبوعيا، وأنه وصل إلى مستواه الحالي بفضل جهود مدربيه، حيث أضاف: “بدأت السباحة بالرغم من خوفي من المياه، أشعر نفسي حرا لدى ممارسة هذه الرياضة”.
وأردف أنه جرّب رياضة كرة السلة، ومن ثم كرة الطاولة، قبل أن يتعرف على السباحة ويقرر الاستمرار فيها، متقدما بالشكر والاحترام لكافة مدربيه.
واستطرد قائلا: “أحرزت نتيجة التدريب المنتظم المركز الثاني في أوروبا، والمركز الثالث على مستوى العالم”.
وتابع: “صعدت إلى منصات التتويج برأس مرفوع وساهمت في رفع العلم التركي، وشعرت بأن شعب بلادي كافة يساندني، وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان”.
وأوضح كوتا أنه يحب قراءة الكتب أيضا، وخاصة التاريخية منها، وأنه قرأ كتبا كثيرة حول تاريخ العالم، وسير الأنبياء والتاريخ العثماني، بمعدل كتاب واحد شهريا.
بدوره، أكد والده، جودت كوتا، أن رعايته الخاصة بولده منذ صغره ساهمت في تعلّق (الابن) بالحياة.
وأضاف “مررنا بمرحلة صعبة وشاقة سابقا، لكني الآن أسعد أب على وجه الأرض، لأن غوكهان الذي قالوا عنه لدى ولادته لن يعيش طويلا، مثّل تركيا في بطولة أوروبا على أكمل وجه”.
وأوضح قائلا: “أنا من وجهه للسباحة عندما كان طفلا، وعرفته على الرياضة ليطور نفسه، وأظن أننا نجحنا في ذلك”.
ولفت إلى أنه ألّف كتابا عن غوكهان بعنوان “إيجابية الحياة”، تناول فيه جوانب من حياته اليومية، وكيف صعد إلى منصات التتويج في صفوف المنتخب الوطني.
وبيّن أن الكتاب ليس للبيع، وإنما ألفه، ويوزعه بإمكاناته الشخصية ليصبح مثالا للأطفال والعائلات الأخرى.
وأشار إلى أنه تلقى ردودا إيجابية بخصوص الكتاب، حيث وردته اتصالات من عائلات من بعض الولايات التركية، يسألونه خلالها حول كيفية نجاحه في تربية ابنه بهذه الطريقة، ويطلبون منه المساعدة بخصوص أبنائهم المصابين بنفس المرض.
عثمان زيرمان، مدرب غوكهان، أشاد بالسباح الوطني، واصفا إياه بالرياضي الخاص جدا.
وقال زيرمان: “إنه ملتزم للغاية، ويستمع إلى التعليمات بدقة، كما يشارك في التدريبات بانتظام، وإنه ناجح وحماسي جدا، ولا يجعلني أشعر بالغضب أبدا، بل على العكس يُشعرني بالراحة”.
.
الاناضول