تحاول شركة “غوغار” التركية العودة بالإنسان إلى الحياة المعتمدة على الطبيعة الأم بعيدا عن المنتجات الكيميائية والصناعية التي غزت عصرنا الحديث، عبر إنتاج تحف وديكورات وأدوات حياتية تصنعها من الخشب والمواد الطبيعية فقط.
وتعمل الشركة التركية عبر منتجاتها من الساعات والتحف والديكورات الفنية والأدوات المكتبية، المصنوعة من أخشاب الجوز والكستناء والبلوط والصنوبر، ومواد الطبيعية الأخرى، على إشباع حنين الإنسان للطبيعة.
وتحتضن مدينة إسطنبول بالقسم الآسيوي، ورشة شركة “غوغار” ومعرض منتجاتها الفنية، كما تعرض الشركة عبر شبكة الإنترنت مصنوعاتها التي يقتنيها شريحة واسعة في أنحاء تركيا وتحظى بطلب من خارج البلاد.
عبد الباقي آكيوز (45 عاما) من ولاية طرابزون (شمال)، صاحب شركة “غوغار” وفكرة صناعة المنتجات الخشبية، استمد اسم شركته من آلة كانت تستخدم لقطف البندق بمنطقة البحر الأسود.
وحول ذلك قال: “عندما كنا نقطف البندق الذي تشتهر به المنطقة كان هناك أضلاع في الشجرة يصعب الوصول إليها فنستخدم لقطفها آلة على شكل حرف (أ) مصنوعة من الخشب، يطلق عليها اسم (غوغار)”.
وبدأ آكيوز العمل في مهنته عندما بلغ الـ (28 عاما) بعد أن أنهى دراسته الجامعية وعمل لسنوات في القرطاسية والطباعة، فوالده كان يعمل بالنجارة وقد حصل منه على فكرة جيدة حول الأخشاب قبل أن يتخذ من صناعة بعض المنتجات هواية له.
وبعد إقبال الناس الكبير على منتجاته الخشبية ومشاركة صناعاته في معارض بإسطنبول مخصصة لمثيلاتها، تجشع آكيوز على مواصلة طريقه في هذه الحرفة حتى افتتح شركته الحالية للتحف والديكورات الفنية.
ويشير إلى أن شركته بدأت بصناعة التحف وانتقلت للديكور لدواع تجارية. وتستخدم “غوغار” في صناعة منتجاتها، الخالية من المواد والدهانات الصناعية، أخشاب الجوز والبلوط والكستناء والصنوبر إضافة لأنواع أخرى من الأخشاب القاسية التي يتم استيرادها من إفريقيا.
ويقول آكيوز: “لا تستخدم المواد الكيمياوية من أجل تلميع التحف والديكورات بل هناك دهانات طبيعية محلية الصنع وأخرى مستوردة نلون بها منتجاتنا حتى لا تلحق أي ضرر بصحة مستخدمها”.
وتحاول “غوغار” إنتاج كل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية بشكل جديد وطبيعي، وهذا الأمر يشكل تحديا تجاريا أمام الشركة في ظل سرعة وانخفاض ثمن الإنتاج التي تتميز بها المواد الصناعية المشابهة.
وحول الشرائح التي تقبل على منتجات الشركة، يقول آكيوز: “هناك شركات تقدم منتجاتنا كهدايا رمزية سنوية، وكل من يريد أن يقدم هدية عمر قيمة لمن يحب يقصدنا، ومن هنا تنبع أهمية عملنا”.
ويضيف: “كل قطعة من تحفنا لها حكاية إضافة إلى أن تصميمها يحظى بأهمية بالغة ففي البداية ننتج نسخا تجريبية يتم تبادل الآراء حولها وعندما نصل للصيغة النهائية نقوم بإنتاج القطعة وتقديمها للناس”.
وتملك “غوغار” صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام” تعرض عبرها منتجاتها وتكتب حكاية كل قطعة ليتفاعل الناس معها وتصل إلى شريحة واسعة من الجمهور، كما يقول آكيوز.
وفيما يخص أهم منتجات الشركة، يشير آكيوز إلى أنها تشمل أدوات مكتبية للطلاب، والطاولات الخاصة بمزهرية الورد، إضافة للساعات العثمانية ذات الخشب القيم والأرقام العربية، والمرايا ذات الإطارات الخشبية.
ولا يقتصر عرض تحف “غوغار” على تركيا، فقد شاركت في فعاليات ومهرجانات عربية، وهناك طلبات فردية من خارج تركيا على منتجاتها، وتعمل حاليا على موقع إلكتروني بعدة لغات من بينها العربية، ونظام للدفع الإلكتروني.
.
الاناضول