قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن الهدف الأكبر بالنسبة لبلاده فيما يتعلق بالملف السوري، هو تشكيل نظام جديد يُمثّل جميع المكونات في سوريا، وعدم انجراره إلى حالة عدم استقرار جديدة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها يلدريم أمام البرلمان التركي، الجمعة، عقب التصويت على مقترح الموازنة الخاصة بالعام 2017، مشيراً أن تركيا ليست لديها أي مشكلة مع وحدة الأراضي السورية.
وأضاف يلدريم “يجب أن تكون سوريا للسوريين، ولا يمكن بقاء نظام مسؤول عن مقتل أكثر من نصف مليون إنسان بريء، وهدفنا الأكبر هو تشكيل نظام جديد يُمثّل جميع المكونات وعدم انجراره إلى حالة عدم استقرار جديدة”.
وشدّد على أن عملية “درع الفرات” التي انطلقت نهاية أغسطس/آب الماضي شمال سوريا، ليست حركة توسّع أو غزو، وإنما هي عملية تهدف لتطهير الحدود الجنوبية لتركيا من التهديدات الإرهابية وضمان سلامة المواطنين.
ولفت إلى أن العملية نجحت في تطهير أكثر من ألفي كيلومتر من عناصر تنظيمات “داعش” و”ي ب ك” و”ب ي د” الإرهابية، وتوطين أكثر من 17 ألف سوري ممن كانوا مقيمين في تركيا داخل تلك المساحة التي باتت آمنة من التهديدات.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، عملية “درع الفرات” العسكرية في مدينة جرابلس شمالي سوريا.
وتهدف العملية إلى “تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة داعش الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء”.
وفيما يتعلق بمستجدات الأوضاع في مدينة حلب السورية، أشار يلدريم إلى المأساة الإنسانية التي يعاني منها عشرات الآلاف من المدنيين السوريين المحاصرين في مساحة لا تتجاوز 6 كيلومترات مربعة في الأحياء الشرقية للمدينة.
وأوضح رئيس الوزراء التركي أن بلاده ساهمت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب، ليتم فيما بعد إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة ونقلهم إلى مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
وأشار إلى أن إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) التابعة لرئاسة الوزراء والهلال الأحمر التركي يتخذان بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني تدابير مكثفة لتلبية احتياجات السكن والغذاء والملابس للمدنيين القادمين من حلب إلى إدلب.
وبدأت أمس الخميس، عملية إجلاء مدنيين وجرحى، من مدينة حلب، بموجب اتفاق لإطلاق النار، تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية.
ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.
من جهة أخرى، أكّد رئيس الوزراء، ضرورة تطهير قضاء تلعفر في محافظة نينوى شمال العراق من تنظيم “داعش”، والحيلولة دون وقوع مجازر إثنية وفعاليات لإجراء تغيير ديموغرافي من قبل بعض الميليشيات الشيعية في القضاء.
وأضاف يلدريم في هذا السياق “إن هذا الأمر خط أحمر بالنسبة لنا (..) يجب أن تكون الموصل للموصليين، وأن لا يحدث أي تغيير ديمغرافي في تلعفر”.