تحوم شبهات قوية حول تورط منظمة “غولن” الإرهابية بالتورّط هذه المرّة بعمليات تهريب وتجارة “الألماس” لتمويل عملياتهم القذرة داخل تركيا وخارجها. وهي –أي منظمة غولن- سبق وأن تورّطت بإرسال 31 سفينة حربية لاختطاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا في الـ15 من تموز/يوليو من العام 2016 المنصرم.
ففي إحدى التسجيلات المسرّبة التي تمكنت السلطات التركية من التوصل لها، يقول الرأس المدبّر وزعيم المنظمة الإرهابية “فتح الله غولن”، للشخص الذي يتحدث معه هاتفيًّا، إنّ “الأناناس وصل من أوغندا”.
والشاهد أنه “الأناناس” المذكور في المكالمة، ليست مجرد فاكهة “الأناناس” الاستوائية التي نعرفها، إذ ليس من المعقول أن تتكبد المنظمة الإرهابيّة وقتها عناء تحميل وجلب فاكهة الأناناس من يوغندا القابعة وسط القارة السمراء، لتقطع بها تلك الاميال البعيدة. بل اتضح أنّ كلمة “الأناناس وصل”؛ ما هي إلا “كلمة سر” استخدمت للتغطية على أمر آخر، فليس من المنطقي أن يتمّ إسقاط هذه المعلومة في بداية المكالمة لمجرد وصول شحنة من فاكهة الأناناس، وبالتلي خلفها صفقة أكبر كأن تكون “الألماس وصل من أوغندا.
وقد جاء في التسجيل بصوت “غولن” الإرهابي مفاده “لقد وصل الأناناس من أوغندا لأصدقائنا هؤلاء. لقد أرسلته إليهم”، معطيًا بعدها أسماء العديد من رجال الأعمال المشهورين.
ساعد في فك شفرة “الأناناس” هذه أيضًا، تعبيرات رجل أعمال خلال تقدمه بطلب إلى شركة “بيرمار” (BİRMER)، حيث سبق وأن قام بجلب الذهب والألماس من ساحل العاج في العام 2015, وبالتالي فالمقصود بـ “الأناناس”؛ هو عمليات تهريب “الألماس” من مختلف مناطق إفريقيا التي تشتهر بغناها في هذه الموارد الطبييعة.
وبدأ ت منظمة “غولن” في تجارة وتهريب ” الألماس”، بالتزامن مع بدء اتحاد رجال الأعمال والصناعيين الأتراك والمعروفة اختصارًا بـ “TUSKON”، استراتيجية الانتفاح على إفريقيا منذ العام 2000.
كما اعترف قادة بقيادة البحرية تابعون لمنظّمة “غولن”، خلال التحقيقات التي تجريها معهم السلطات التركية على خليفة المحاولة الانقلابية والمشاركة في الكيان الموازي؛ أنهم كانوا يشاورون زعيم المنظمة الإرهابية في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذا الأمر.
وكانت المجموعة البحرية قد خرجت بالسفينة البحرية التركية المعروفة باسم “باربروس”، لأول مرة بعد 148 عامًا من إنشائها، بجولة إفريقية، وذلك في الفترة بين 17 مارس/آذار و27 يونيو/حزيران عام 2014، إلى 24 دولة؛ توقفت فيها على 25 ميناء بحريّ إفريقي، واستمرت لـ102 يوم. وكان يتمّ توجيهها آنذاك بتعليمات من “فتح الله غولن” شخصيًا، بالتوقف وزيارة الدول، والتركيز على المحطات التي تملك فيها منظمة غولن الإرهابية، مدارس في مدنها، وأعوانًا أومنتسبين في موانئها البحرية الهامة.
إذًا إنّ الشاهد من وراء ما جاء في المكالمة هذه، أنّ منظمة “غولن” ليست مجرد جماعة دينية ودعوية، وأنّ أنشطتها في إفريقيا وغيرها التي نشطت فيها لا ولم تقتصر فقط على المجالات التعليمية والثقافية والخيرية كما أشيع لدى البعض، بل وثبت بالتسجيل الصوتي أنها منظمة “غولن” مافيا تهريب المعادن الثمينة كالألماس، ولها أتباع في كثير من البلدان الإفريقية الشهيرة بمثل هذه المعادن لتغذية خزينة دولة الكيان الموازي التخريبي الذي سعت منظمة “غولن” الإرهابي على الاحتفاظ به نشيطًا مدة طويلة من الزمن.
.
م.يني شفق