أنظار رجال الأعمال الأتراك تتجه نحو زيارة أردوغان إلى كوريا الجنوبية

تتجه أنظار رجال الأعمال الأتراك ونظرائهم الكوريين الجنوبيين، نحو زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى سيول، اليوم الأربعاء والخميس، والتي يرافقه فيها وفد كبير من رجال الأعمال، ومن المنتظر أن تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال علي كيبار، رئيس مجلس الأعمال التركي الكوري الجنوبي، التابع للجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية “DEİK”، إن العلاقات بين البلدين القائمة منذ الحرب الكورية (1950 – 1953) تتقدم بشكل إيجابي للغاية، حيث تُعد بمثابة علاقات “أخوة الدم”.

وأشار كيبار أن الروابط الدبلوماسية والاقتصادية المتينة بين البلدين، تُقدم فرص تعاون واستثمار متبادلة في العديد من المجالات لكلا الجانبين.

وأفاد في هذا السياق “توجد فرص استثمار في مجالات مختلفة حاليا بين البلدين، إذ سيتم على هامش الزيارة التباحث بخصوص إنشاء علاقات تعاون جديدة من خلال إجراء لقاءات مع عدد كبير من ممثلي الشركات الكورية الكبرى على غرار هيونداي، وروتم، وبوسكو، وإل جي، فضلا عن عقد لقاءات أخرى مع عدد من الشركات المتوسطة والصغيرة بهدف فتح مجالات تعاون جديدة”.

ولفت إلى أن زيارة أردوغان برفقة رجال الأعمال ستسهم في تقديم فرص استثمار في مجالات كثيرة، يأتي في مقدمتها الطاقة، والصناعات الدفاعية، والنقل، والإنشاءات، والبنى التحتية، والمعلوماتية، والتعدين، والطاقة النووية، والسياحة، والتكنولوجيا، إلى جانب تقويتها للعلاقات السياحية، والسياسية، والثقافية القائمة.

وأكّد كيبار على أهمية دور الشركات الكورية الكبرى في المشاريع الكبرى طويلة الأمد في تركيا، إذ تؤدي دورا فعالا في عدد من المشاريع مثل “نفق إسطنبول” المكون من ثلاث طوابق، و”جسر جناق قلعة 1915″.

وأشار إلى إمكانية أداء الشركات الكورية دورا في عدد من المشاريع المهمة في تركيا مثل مشروع “قناة إسطنبول” المزمع حفرها لربط بحري “مرمرة” بـ”الأسود”، بموازاة مضيق البوسفور، على امتداد 45 كيلومترًا.

وأضاف قائلا “إن حجم التبادل التجاري يصب في صالح كوريا الجنوبية بالوقت الحالي، ولذلك فإن عقد شراكات وعلاقات تعاون جديدة سيساهم في دعم الاقتصاد التركي بشكل إيجابي من خلال إيجاد بدائل للواردات، وتصدير المنتجات التركية ذات القيمة المضافة إلى دول المنطقة”.

ولفت إلى عدم وجود شركات تركية ذات رأسمال كبير في كوريا الجنوبية، مقابل نشاط عدد من الشركات المتوسطة والصغيرة هناك، مبينا أن الوزاراة المعنية في كلا البلدين تقدم الدعم لتصدير بعض المنتجات التركية إلى كوريا الجنوبية.

فيما شدد على أهمية زيارة أردوغان، حيث سيلتقي بنظيره الكوري مون جاي – إن، فضلا عن عقد لقاءات مع وفود وهيئات مختلفة سيتم بموجبها توقيع اتفاقيات متنوعة، إلى جانب زيارة البرلمان الكوري، والمشاركة في اجتماعات مجلس الأعمال التركي الكوري.

وأكّد على أهمية إعطاء الأولوية لتأسيس علاقات أكثر توزانا في سبيل تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين، لافتا إلى ضرورة أن يمنح القطاع الخاص الأولوية لكوريا الجنوبية في خططه، واستمرار الحكومة في دعم سوق الأعمال.

وأردف بأن مجلس الأعمال التركي الكوري الجنوبي، يعطي الأولوية لتقديم المنتجات ذات الطاقة التصديرية العالية إلى الأسواق عبر الشركات الحكومية والخاصة بهدف زيادة الصادرات التركية إلى كوريا الجنوبية.

كما لفت كيبار إلى ضرورة التركيز على استيراد المنتجات الوسيطة من كوريا الجنوبية التي تساهم في تأمين قيمة مضافة على المنتجات المحلية، مؤكدا على أهمية دعم المؤسسات الحكومة للقطاع الخاص في هذا الصدد.

وقال: “يجب تشجيع الاستثمارات التي من شأنها المساهمة بشكل مباشر في قدرة تركيا من الناحية التكنولوجية والإنتاجية، وإن زيارة الوفد التركي إلى كوريا الجنوبية ستساهم في تعزيز العلاقات التجارية، وستزيد من علاقة سوق الأعمال مع المؤسسات الحكومية”.

وأضاف في هذا السياق “كما سيساهم دعم الاستثمارات الصناعية الكبرى ومجالات الاستثمار الجديدة في إكساب القوة لكلا البلدين في نطاق المنافسة العالمية”.

ووفقا لمعلومات جمعها مراسل الأناضول من بيانات هيئة الإحصاء التركية و”DEİK”، فإن كوريا الجنوبية تحتل مكانة مهمة على مستوى العالم من حيث التقدم الاقتصادي الذي أحرزته بفضل نموذج التنمية القائم على الصادرات المُتبع منذ عام 1962.

وبلغ حجم التجارة الخارجية بين تركيا وكوريا الجنوبية 6.5 مليار دولار عام 2013، وازداد خلال السنوات الخمس الماضية ليسجل 7.2 مليار دولار بنهاية عام 2017.

ويتجاوز عدد الشركات الكورية الجنوبية في تركيا الـ 300 شركة، حيث تمتلك استثمارات بقيمة أكثر من ملياري دولار، وينشط معظمها في مجال التجارة، وصناعة السيارات، والمعلوماتية، والإلكترونيات، والتعدين، والسياحة، والصناعة.

 

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.