يعاني سكان مدينة الرقة شمالي سوريا أوضاعا قاسية، بعد مرور 8 أشهر على سيطرة منظمة “ب ي د / بي كا كا” الإرهابية عليها بدعم من التحالف الدولي.
ولا يقتصر الأمر على سوء الخدمات وغياب فرص العمل، وعدم وجود منظمات إنسانية، لكن فساد المنظمة الإرهابية فاقم تلك الأوضاع، ودفع بالأطفال إلى مكب النفايات بحثا عن قوت يومهم.
وأجبر الفقر المدقع الذي يعيشه سكان المدينة، أطفالها على التوجه إلى مكبات النفايات لجمع القطع البلاستيكية والكرتونية، فدخلوا في عمل صعب يحمل خطورة على حياتهم، فضلا عن حرمانهم من التعليم.
وما تزال المدينة تحتضن دمارها الذي بلغ 90 بالمئة في الكثير من أحيائها، حيث لم تقم المنظمة الإرهابية وقوات التحالف بفعل أي شيء للبدء بإعمارها، ومنع ظاهرة عمل الأطفال وخاصة في مكبات النفايات.
ولم يعد إلى المدينة حتى اليوم، بعد خروج تنظيم “داعش” الإرهابي منها، سوى نحو 20 ألفا من سكانها فقط، وهو ما يشكل أقل من ثلث سكانها الأصليين.
ورصدت عدسة وكالة تركية عشرات الأطفال يقضون يومهم في مكب النفايات مع عدد من النسوة بحثا عن أشياء يبيعونها لسد رمقهم.
وقالت مصادر محلية في المدينة ، إن معظم الأطفال في المدينة تركوا مدارسهم وتوجهوا للبحث عن عمل يساعد أسرهم في تأمين قوت يومهم، حيث لا خيار آخر لديهم.
وأوضحت المصادر أن هناك سخطا واسعا في المدينة على سلطة منظمة “ب ي د” الإرهابية والتحالف الدولي، نتيجة عدم مساعدة الأهالي في إعادة إعمار المدينة وتسهيل دخول المساعدات إليها، على غرار ما فعل في مدينة “عين العرب”.
محمد (10 أعوام) هو أحد الأطفال الذين يقضون يومهم في مكب النفايات، يقول للأناضول إنه بحث عن عمل لكي يساعد عائلته الفقيرة لكنه لم يجد، ما اضطره إلى اللجوء لمكب النفايات، معربا عن أمله أن يجد عملا أفضل.
من جانبه، قال حسن (9 أعوام) إنه لا يذهب إلى المدرسة بسبب الفقر، مشيرا أنه يبيع ما يجمعه من مكب النفايات بشكل يومي.
وبحسب نشطاء في مدينة الرقة فإن نسبة الدمار بمختلف الأحياء تراوح بين 40 إلى 90 %.
وبحسب النشطاء، فإن عشرات الجثث جراء القصف ما تزال ملقاة بين أنقاض المدينة، حيث يعمل الأهالي بجهود فردية لانتشالها وإزالة أنقاض منازلهم.
وقال محمد عثمان وهو ناشط إعلامي مهتم بتغطية انتهاكات منظمة “ب ي د” الإرهابية في الرقة، إن أسباب تسرب الأطفال من مدارسهم هو الفقر المدقع الذي يعانيه المدنيون، والعملية البطيئة شبه الميتة لإزالة الأنقاض والركام.
وأضاف عثمان للأناضول، إن المنظمة الإرهابية تضع المدنيين أمام الأمر الواقع، وتجبرهم على إعادة أعمار منازلهم وإزالة الأنقاض منها بأنفسهم.
وأوضح عثمان أن فرص العمل معدومة تماما، وحتى العمل ضمن المؤسسات الإنسانية التي تسعى لتحسين الوضع يخضع لسلطة “ب ي د”، ولا يمكن لأي شخص العمل إذا لم يحصل على موافقة رسمية من المنظمة الإرهابية، التي تعمل على الدفع بالمقربين منها في هذه الوظائف.
وتمكن تنظيم “بي كا كا / ب ي د” الإرهابي بدعم أمريكي، من السيطرة على مدينة الرقة منتصف أكتوبر / تشرين الأول 2017.
وجاءت السيطرة بعد أكثر من 4 أشهر من المعارك والقصف على المدينة، التي كان يتخذها تنظيم “داعش” الإرهابي عاصمة لدولته المزعومة.
وأعلنت الأمم المتحدة في الرابع من أبريل / نيسان الماضي، أن 70 % من مباني مدينة الرقة مهدمة، وما تزال الذخائر غير المتفجرة منتشرة في أحيائها.
.
الاناضول