تسعى بعض الدول والأطراف لاستغلال حساسية موضوع المساعدات الإنسانية لدى تركيا، لصالحها وتحويلها إلى سلاح استراتيجي ضدّ تركيا. ومن بين تلك المسألة، قضية اللاجئين الأفغان المتدفقين إلى تركيا عبر إيران، والتي اتضح أن من يقف وراءها هي الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. وبإدارة السفير الأمريكي السابق في أنقرة والسفير الجديد في كابل “جون باس” ومعه مخابرات بعض الدول الخليجية عبر استغلال هذا التدفق من اللاجئين بزرع عناصر متشددة وإرهابية من القاعدة وطالبان بينهم، والهدف هو زرع التوتر بين تركيا وإيران بسبب هذه الملف.
حيث ثبت أنّ وراء موجات تدفق اللاجئين الأفغان المستمرّ إلى تركيا، كل من دولة الإمارات والسفير الأمريكي جون باس، وذلك بتوجيه اللاجئين إلى تركيا عبر عناصر من القاعدة وطالبان، والهدف هو استغلال ملف هؤلاء اللاجئين لضرب اسفين العلاقات التركية الإيرانية وخلق أزمة تركية إيرانية وخصوصًا التعاون الإيرانيّ التركي حول سوريا.
فقد وصل إلى الأراضي التركية الآلاف من اللاجئين الأفغان عبر ايران، وإن بدأ هذا التدفق من اللاجئين ظاهريًّا كإنساني، إلا أنه لا مجال للشك في زرع عناصر إرهابية من طالبان والقاعدة، كما أنّ هذا العدد الكبير من اللاجئين تؤمن لتلك الأطراف التي تقف وراءها مصدر دخل كبير من وراء عمليات التهريب والاتجار بالبشر.
وليس مجرّد مصادفة أن تتصاعد وتيرة الانفجارات الدموية التي استهدفت أفغانستان بالتزامن مع إعلان تعيين جون باس والذي رُصد له عدد من المقابلات بينه وبين عناصر إرهابية نشطة في سوريا والعراق سفيرًا امريكيا جديدًا لافغانستان، وارتفاع وتيرة تدفق اللاجئين الأفغان إلى تركيا عبر الأراضي الإيرانية طوال الشهور القليلة الماضية.
فخلال عام 2018 الجاري وصل عدد اللاجئين الأفغان الذين تمكنوا من دخول تركيا في وقت قصير عبر إيران حوالى 30 ألف لاجئ، قطعوا آلاف الكيلومترات مشيًا على الأقدام، ومن ثمّ الانتشار في مناطق مختلفة من تركيا عبر مدن إغدير، أغرى،و “وان” أقصى شرق تركيا. تمكنت تركيا من إعادة إرسال 7 آلاف و100 لاجئ فقط إلى بلادهم بالطائرات وعلى نفقتها الخاصة.
كما تسعى كلّ من الإمارات العربية والمخابرات الأمريكية من استغلال ورقة “اللاجئين الأفغان” للضغط على تركيا وتشويه صورة تركيا أمام الرأي العام الإقليمي والدولي، فتركيا والتي نجحت تمامًا في إدارة ملف اللاجئين السوريين باستقبالها لثلاثة ملايين ونصف لاجئ سوري في أراضيها عبر سياسة “الباب المفتوح” في الوقت الذي امتنعت دول عربية وأوربية من قبولهم، تسعى تلك الأطراف لإظهار تركيا بالفاشلة في قبول وإدارة ملف اللاجئين الأفغان الفارين من جحيم الأوضاع والحرب في بلادهم، وتشويه صورة تركيا بمناظر اللاجئين هؤلاء الغير انسانية وبالعدد الكبير في شوارع ومراكز اللجوء التي تدفقوا اليها في تركيا.
وأيضًا يتمثل الهدف الآخر من وراء تدفق هذا العدد الكبير من اللاجئين الأفغان الى الأراضي التركية بصورة غير منظمة ورشيدة، إلى تشويه صورة تركيا أمام العالم الإسلامي “بإظهارها وكأنها تعامل اللاجئين بصورة غيرة جيدة” وبالتالي التقليل من التقدير الذي يكنونه لها لموقفها مع اللاجئين السوريين والعراقيين، في نفس الوقت الذي يريدون فيه وصم تركيا بالانتقادات التي وجهت إليهم سابقًا عندما أغلقوا أبوابهم أمام اللاجئين السوريّين، كي تنال تركيا مع اللاجئين الأفغان من نفس الكأس الذي أذاقوه هم عند رفضهم للاجئين السوريين.
.
م.يني شفق