ومنذ 45 عامًا، يعمل دميرطاش كطباخ ومصمم ديكورات من الفواكه والخضروات والسمن والجليد، بعدما انتقل من النحت على الرخام- مهنته الأصلية- إلى النحت على الفاكهة والخضروات.
دميرطاش وهو أيضا الرئيس المؤسس لاتحاد الطباخين الأتراك، قال للأناضول، إنه كان في الماضي يصنع تماثيل من الطين والصلصال والرخام، قبل أن يبدأ العمل كطباخ ومصمم ديكوارت عام 1973. وحول بدايات انتقاله للعمل في هذا المجال، ذكر دميرطاش أنه وكونه نحاتًا فقد تلقى في إحدى المرات، طلبًا لصنع تماثيل من الجليد والسمن، مضيفًا: “في تلك الفترة لم يكن لدي علم بالنحت على الجليد والسمن، وعندما بدأت بنحت الجليد، وجدته أسهل بكثير من الرخام، كما أن صنع أشكال من السمن أسهل من تشكيل الطين”.
ولفت إلى أنه رأى نقصًا في هذا المجال بالمطبخ التركي، في تلك الفترة؛ فقرر التخصص في مجال الطبخ وتصميم الديكورات من الفواكه والخضروات وغيرها من المواد المستخدمة في المطبخ. وبخصوص صنع أشكال زينة مختلفة من الفواكه، قال دميرطاش إنه رأى ذلك خلال زيارته إلى إحدى البلدان الآسيوية، حيث قرر تنفيذ ذلك في تركيا فور عودته.
وأشار الطباخ والنحات التركي إلى أنه عمل في أشهر الفنادق العالمية، وحصل على جوائز في مسابقات مختلفة، موضحًا أنه شارك في مسابقتين في بريطانيا، وعاد بذهبيتين إلى تركيا. ونوه دميرطاش بأنه يرى المطابخ على أنها “ورشات عمل فنية”؛ حيث لا يتوانى عن استخدام أي مادة متوفرة في المطبخ، لاستخدامها في تزيين الموائد، انطلاقًا من الفواكه وصولاً إلى الشوكولاتة.
وذكر أنه في الوقت الراهن، لا يعمل في فندق محدد، إنما يواصل مهنته عبر شركته الخاصة؛ حيث يتلقى العروض من الفنادق والمعارض والفعاليات المختلفة، لتزيين الموائد، مشيرًا إلى أنه إلى جانب تزيين الموائد والنحت، يجيد الرسم أيضا، ويقدم فقرات تلفزيونية في مجال الطبخ وصناعة الديكورات من الفواكه والخضروات، فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية، وإصدار 7 كتب متخصصة في هذا المجال. كما ذكر أنه يتقاسم خبراته مع الشباب، من خلال المشاركة في برامج الجامعات وأنشطة بعض المنظمات المدنية. وقال إنه شارك في دورات بنحو أربعين ولاية تركية، استفاد منها أكثر من 3 آلاف شخص؛ إذ يواصل العطاء وتأهيل الطباخين الشباب.
وبالنسبة لدميرطاش فإن “الطباخ هو فنان في نفس الوقت”، مضيفًا: “برأيي هناك علاقة وثيقة بين الطبخ والفن، وهناك أهمية كبيرة لشكل الطعام وتقديمه، إلى جانب مذاقه”، لافتًا إلى أهمية مظهر الموائد المفتوحة في الفنادق ذات الخمسة نجوم، قائلاً: “لا يمكنكم جذب الانتباه من خلال الطعام فقط، لذا يتم عمل ديكورات كبيرة وسط المائدة، للفت الأنظار”.
.
الاناضول