في خضم الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ أعوام، وموجات النزوح والهجرة الناجمة عنها، أخذت ولاية “أوشاق” التركية على عاتقها مهمة تلبية احتياجات المهجّرين واللاجئين من الأغطية والبطّانيات لتقيهم من برد الشتاء وتخفف عنهم ألم الإغتراب.
وبحسب الاناضول قال “علي زنكي” عضو مجلس الإدارة في شركة “صاجلي” التركية لإنتاج البطانيات إن ولاية أوشاق تشرف على إنتاج 95 بالمئة من البطانيات في عموم البلاد.
وأكّد زنكي أن الولاية تضم 17 شركة تركية منتجة للبطانيات التي تشتري المؤسسات الإغاثية قسما منها للتبرع بها للنازحين واللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا والعراق.
وأضاف: “تتلقى الشركات طلبات من المؤسسات الإغاثية والمتبرعين لإنتاج مئات الآلاف من البطانيات التي تُشكل أهمية كبيرة بالنسبة لشعوب المنطقة خاصة خلال فصل الشتاء كونها تقي من البرد إلى حد كبير”.
وأوضح زنكي أن “نحو 50 ألف بطانية تُنتج يوميًا في أوشاق، ويذهب 80 بالمئة منها إلى أنحاء مختلفة في المنطقة بهدف حماية الناس من البرد. إننا نعمل بزخم من أجل تلبية جميع الطلبات التي تأتينا كل يوم”.
وأشار إلى أن الشركات الموجودة في أوشاق أنتجت ملايين البطانيات خلال 4 – 5 أعوام الأخيرة وأرسلت معظمها إلى بلدان المنطقة بعد شرائها من قبل عشرات الجمعيات الخيرية والإغاثية والمتبرعين الفرديين.
وأعرب التاجر التركي عن تمنياته في انتهاء الحرب والمأساة المستمرة في سوريا والعراق وبلدان أخرى في المنطقة والتي تسببت بمقتل ملايين المدنيين الأبرياء وأجبرتهم على الهجرة والنزوح خلال الأعوام الأخيرة.
وتابع زنكي: “أدت زيادة الطلب إلى ارتفاع مستوى الانتاج لدى الشركات العاملة في مجال البطانيات، حيث بدأت جميعها تعمل بزخم كبير لتلبية احتياجات الناس في المنطقة. نحن أيضًا نقدّم المساعدات بقدر الإمكان”.
بدوره، قال والي أوشاق “أحمد أوكور” إن الشركات المنتجة للبطانيات في الولاية تبذل جهدًا كبيرًا لتلبية حاجة الشعوب في المنطقة، مشيرًا إلى أن “المأساة الإنسانية التي تشهدها سوريا منذ أعوام تؤلم قلوبنا جميعًا”.
وأشاد أوكور بجهود سكّان ولايته فيما يتعلق بمساعدة وإغاثة أهالي المنطقة قدر المستطاع، مضيفًا: “تعمل شركات البطانيات على مدى 24 ساعة دون انقطاع لتلبية احتياجات المنطقة، كما تتبرع بكميات كبيرة”.
وشدّد على أن للبطانيات مكانة هامة وكبيرة للغاية بين المساعدات الإغاثية التي تذهب إلى الناس المتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، لافتًا إلى ضرورة إنهاء المأساة في المنطقة في أقرب وقت.
أمّا رئيس غرفة التجارة في أوشاق “سليم كاندمير”، فإكّد أن شركات الولاية تنتج 9 ملايين و700 ألاف بطانية سنويًا، مبينًا أن المأساة التي تعيشها سوريا دفعت الجمعيات الإغاثية والخيرية والمدنيين إلى بذل جهود كبيرة لمساعدة المتضررين.
وأضاف كاندمير: “تذهب معظم البطانيات المنتجة في ولايتنا إلى دول المنطقة. ونحن أيضًا في غرفة تجارة أوشاق نبذل ما بوسعنا لجمع وتقديم التبرعات والمساعدات وإرسالها إلى المحتاجين والمتضريين”.