الصراع على رئاسة “الشعب الجمهوري” يحتدم

بدأ الخلاف بين رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، والمرشح الرئاسي السابق عن الحزب محرّم إينجة؛ يخرج على الملأ عقب أسبوع واحد من الخسارة الساحقة التي تلقاها الحزب في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي جرت الأحد 24 يونيو/حزيران الماضي.

بعد الهزيمة التي تلقاها الحزب بخسارة مقاعد برلمانية مقارنة مع الانتخابات البرلمانية السابقة، كانت لغة اللباقة تخيم على تصريحات الزعيمين اللذين يتنافسان على كرسي رئاسة حزب الشعب الجمهوري منذ سنوات، فمحرّم إينجة هو نفسه الذي ترشح لرئاسة الحزب العام الماضي أمام كليجدار أوغلو، وهو نفسه الذي طالب باستقاله كليجدار أوغلو أكثر من مرة عقب الخسارات الانتخابية التي صارت متلازمة للشعب الجمهوري منذ تأسيس العدالة والتنمية الذي استطاع كسب ثقة غالبية الشعب، برئاسة مؤسسه الرئيس التركي أردوغان.

الخلاف بين إينجة وكليجدار أوغلو بدأ واضحًا وفقد لغة اللباقة اعتبارًا من مطلع الأسبوع الجاري، وذلك عقب أول اجتماع جمع بينهما بعد الانتخابات، ناقشا فيه النتائج والخسارة التي تلقاها الحزب، كما بحثا مسألة رئاسة الحزب، حسب إينجة.

حيث صرح إينجة للصحفيين أنه اقترح على كليجدار أوغلو أن يظل رئيسًا للحزب، ولكن بصفة تشريفية لا فعلية، أما هو فيتسلم رئاسة الحزب بشكل فعلي، كما أعلن أنه تحدث مع كليجدار أوغلو عن إمكانية إجراء اجتماع عاجل للحزب لاختيار رئيس له (اجتماع استثنائي يجريه الحزب في حال أراد تغيير رئيسه).

وكان إينجة قد قال في أول تصريح له عقب إعلان نتائج الانتخابات “أنا ليس في نيتي ان أتنافس مجدّدًا مع كليجدرا أوغلو على رئاسة الحزب، ولن أدعو لاجتماع عاجل من أجل تغيير الرئيس”، إلا أنّ صبر إينجة البدلوماسي نفذ مبكرًا ولم يستطع إلا أن يعلن عن أهدافه التي طالما كانت تراوده منذ وقت.

في المقابل، ردّ كليجدار أوغلو بلغة قاسية لا يمكن تصوّرها بين أبرز شخصيتين في حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، حيث قال ردًّا على تصريحات إينجة “اجتماعنا كان عبارة عن فطور، واقتطاع تصريحات بشكل مجتزء هو عدم لباقة سياسية”.

ليعلن كليجدار أوغلو بهذا التصريح القاسي إنهاء حالة المجاملة التي يسلكها الزعيمان أمام عدسات الإعلام، فالنية واضحة من كلا الطرفين، هي رئاسة حزب الشعب الجمهوري، الذي بات منقسمًا على بعضه، بعد أن هُزم في 15 معركة انتخابية على التوالي، فاقدًا ثقة الشعب الذي خبره لأعوام.

يجدر بالذكر أن الرئيس التركي أردوغان كان قد دعا كليجدار أوغلو أن يكون شجاعًا ويترشح بنفسه للانتخابات الرئاسية التي جرت 24 يونيو/حزيران الماضي، إلا أنّ الأخير زجّ بمحرّم إينجة كونه يعلم أن الخسارة هي حليفه في النهاية، وهو ما أكده أردغان خلال الحملة الانتخابية، حيث قال “إن كليجدار أوغلو جبان لم يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية، بل زج بخصمه اللدود إينجة كونه يعلم أنّ الخسارة ستكون حليفه، وإذا خسر لن يتمكن من دخول البرلمان كنائب”.

ومنذ إعلان إينجة مرشحًا رئاسيًّا عن حزب الشعب الجمهوري، ومحللون كثر أشاروا إلى أنّ هذا يأتي ضمن تصفية الحسابات الداخلية بحزب الشعب الجمهوري، وتحديدًا بين كليجدار أوغلو، ومحرم إينجة.

.

م.يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.