بدأت امس الأحد 8 يوليو/تموز 2018، عملية إنقاذ دولية مشتركة، لإخراج 12 طفلاً ومدربهم لكرة القدم من كهف في تايلاند، بعدما ظلّوا عالقين فيه مدة أسبوعين، وحتى الآن نجحت فرق الإنقاذ في إخراج 4 منهم.
ووصفت السلطات التايلاندية عملية الإنقاذ بأنها حساسة ومعقدة، نظراً لأن الكهف تغمره المياه، فضلاً عن أن نسبة الأوكسجين فيه تتضاءل، الأمر الذي وضع المنقذين أمام سباق مع الزمن، لتجنب المزيد من المخاطر.
تقسيم إلى مجموعات
وأخرج 13 غواصاً أجنبياً وخمسة من أفراد القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية الفتية عبر ممرات ضيقة مغمورة بالمياه، في مهمة أودت بحياة غواص سابق بالبحرية التايلاندية، يوم الجمعة الفائت.
وتم تقسيم الأولاد المحتجزين إلى أربع مجموعات، حيث تضم المجموعة الأولى أربعة أولاد، بينما تضم ثلاث مجموعات أخرى ثلاثة أطفال فقط.
وبدأت خطة الإنقاذ في تقليل منسوب المياه داخل الكهف؛ كي يتسنَّى لفرق الإنقاذ إخراج الأطفال، وقال قائد مهمة الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، إن فرق الإنقاذ تدرَّبت على الخطة لعدة أيام، وتمكَّنت من خفض منسوب المياه داخل الكهف بدرجة كبيرة.
وذكر موقع Channel News Asia أن كل واحد من الأطفال الأربعة الذين خرجوا، كان مصحوباً باثنين من الغواصين، وأنهم تحركوا في ظلام دامس وعبر ممرات ضيقة داخل الكهف.
عملية إنقاذ طويلة
بدأت عملية الإنقاذ في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت تايلاند، بعد إخطار عائلات الأطفال بالعملية. وخرج أول طفل من الكهف في الساعة 5:40 مساءً بالتوقيت المحلي، ثم لحق به الطفل الثاني بعد عشر دقائق، وفي الساعة 7:40 خرج الطفل الثالث، وبعده بـ10 دقائق الطفل الرابع.
واستخدم الغواصون حبلاً خارجياً لإرشادهم إلى طريق الخروج بعد الوصول إلى المنطقة التي يُحاصر فيها الأطفال، وتم تجهيز كل طفل بأسطوانة أوكسجين، وبينما يسحبه أحد الغواصين، يتقدم غواص آخر لاستكشاف الطريق عبر حبل الاسترشاد.
وأشارت السلطات التايلاندية إلى أن المنقذين أمضوا 5 ساعات حتى وصلوا إلى الأطفال عند مدخل الكهف، وست ساعات لإعادتهم، بما في ذلك ساعة استراحة، وعلى الأطفال أن يسيروا على أقدامهم عبر المناطق الموحلة أو التي لم تغمرها المياه.
وأشار قائد مهمة الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، إلى أن جميع الأطفال الذين تم إنقاذهم ارتدوا قناعاً كاملاً للوجه مخصصاً للغطس، وتم حملهم بواسطة الغواصين عبر ممرات الكهف حتى إخراجهم.
وتتم عمليات الإنقاذ على مستويين رئيسيين؛ الأول مساعدة الأطفال الذين تم إخراجهم، والثاني استمرار تقديم المساعدات للثمانية الباقين ومدربهم، والذين ما زالوا عالقين داخل الكهف.
وفي خارج الكهف، كانت سيارات إسعاف مجهزة تنتظر الأطفال الناجين لنقلهم إلى مهبط مروحية تابعة للجيش، وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام تايلاندية، فريقاً طبياً يُجلي الأطفال الأربعة، وينقلهم إلى طائرة هليوكوبتر عسكرية إلى مستشفى شيانج راي براتانوكرو.
وبينما نجحت بالفعل عملية إنقاذ الأطفال الأربعة، فإن تايلاند أعلنت أنها ستعلق عمليات الإنقاذ الأخرى لبقية المحاصرين لفترة تتراوح بين 10 و20 ساعة، وذلك بحسب ما ذكره أوسوتاناكورن، مرجعاً تعليق العملية إلى «احتياج رجال الإنقاذ إلى تغيير صهاريج الأوكسجين».تعليق عملية الإنقاذ
وستحتاج فرق الإنقاذ الآن لما لا يقل عن عشر ساعات للتحضير لعمليتها التالية، والتي سيشارك فيها نحو 90 غواصاً في المجمل، من بينهم 50 من دول أجنبية، بحسب ما قاله قائد مهمة الإنقاذ.
من جهتهم، أفاد خبراء في المجال الصحي، أن نسبة الأوكسجين داخل الكهف وصلت «مرحلة خطرة لا تتعدى الـ15%». ونقلت شبكة «CNN» الأميركية عن داريا بونغ غيلليسباي، طبيبة من جامعة «تينيسي للطب» بالولايات المتحدة قولها: «أبرز المعوقات الكبرى الآن نقص الأوكسجين، حيث توجد أماكن انخفضت فيها معدلاته بشكلٍ لافت».
وفي وقت سابق اليوم، أشارت وسائل إعلام بريطانية، بينها تلفزيون «ITV»، أنه تم إنقاذ 8 أطفال منذ انطلاق عملية الإنقاذ صباح اليوم، من أصل 12، تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً، ومدربهم. غير أن السلطات أعلنت رسمياً فيما بعد إنقاذ 4 فقط، ونقلهم جواً إلى أحد مستشفيات المحافظة.