كشفت شعبة مكافحة الإرهاب بالعاصمة التركية أنقرة أنّ المتهم “المدني” الذي قبضت عليه داخل قاعدة أكنجي العسكرية بأنقرة ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف 2016 الماضي هاكان تشيجك؛ كان قد رمى هاتفه بأرض فلاة قريبة من القاعدة خوفًا من أن يقع بأيدي الأمن، لكن خلال عمليات التفتيش التي انطلقت تلك الليلة تمّ العثور على هاتف تشيجك الذي يعتبر من أبرز أعضاء منظمة غولن الإرهابية.
وكان تشيجك ليلة محاولة الانقلاب داخل قاعدة أكنجي العسكرية بأنقرة، يوجه حركة الانقلاب مع كبار الانقلابيين التابعين لمنظمة غولن الإرهابية، ويعرف تشيجك داخل سلك المنظمة بـ “الإمام المدني” حسب مصطلحات المنظمة.
وعقب الإمساك بهاتفه طلب مكتب المدعي العام بأنقرة من شعبة مكافحة الإرهاب التدقيق بهاتف تشيجك للوصول إلى معلومات حول التخطيط لمحاولة الانقلاب، ليتمّ تشكيل فريق أمني خاص من 12 شخصًا لاستلام ملف تشيجك وفحص هاتفه.
وكشفت معلومات أمنية أنّ الأخير قد أجرى مكالمة فيديو مع زعيم المنظمة فتح الله غولن عبر تطبيق فيس تايم، كما أن صورًا وفيديو من ثانتين كانت في هاتف تشيجك تم التقاطها من قلب قصر غولن الذي يقع بولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث يقبع فيها منذ العام 1999.
وتابعت المصادر الأمنية أنّ وسيطًا من داخل المنظمة معروف باسم “الصيدلي عبدي” (اسم تنظيمي)، كان مسؤولًا عن ترتيب إجراء مكالمة بين تشيجك وزعيم المنظمة غولن، وتضمنت تلك المحادثة توصيات حول مخطط محاولة الانقلاب التي وقعت ليلة 15 تموز 2016 الماضي.
وأثبتت المعلومات أنّ تشيجك توجه بالفعل إلى الولايات المتحدة ليلتقي بزعيم المنظمة غولن بمقر إقامته في بنسلفانيا، وذلك في شهر مارس/آذار من العام ذاته، أي قبل المحاولة بأشهر قليلة والتقى غولن في قصره كما ضم اللقاء السري شخصيات بارزة من أعضاء المنظمة أهمها عادل أوكسوز المسؤول الأول عن التخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
واستطاع فريق الأمن الخاص المكون من 12 مختصًّا أن يفك شيفرة الوسيط المعروف تنظيميًّا بـ “الصيدلي عبدي”، حيث كشف أن اسمه الحقيقي هو عبد الله بايرم وأنه مقرّب من فتح الله غولن. وحسب الملعومات الأمنية فإنّ تشيجك قبل وقوع محاولة الانقلاب بدقائق أرسل رسالة إلى بايرام قال فيها “أخي أوصلني به مباشرة الأمر عاجل ومهم، لدرجة الموت، اترك كلّ شيء حتى الصلاة”. عقب هذه الرسالة الغامضة على الفور وتحديدًا عند الساعة الثامنة و50 دقيقة مساء اتصل الوسيط بايرام بـ تشيجك مكالمة فيديو استمرت 3 دقائق و51 ثانية. عقب المحادثة أرسل تشيجك رسالة نصية إلى بايرام قائلًا “ابق في جانبه، ربما اضطر للاتصال”.
ما يعني أنّ مكالمة الفيديو دارت بين فتح الله غولن والمتهم تشيجك الإمام المدني ضمن رتب المنظمة الإرهابية، والذي كان داخل قاعدة عسكرية في تلك الليلة بالتحديد.
ونفذ انقلابيون عسكريون وأعضاء مدنيون يتبعون لمنظمة غولن الإرهابية، محاولة انقلابية ليلة 15 تموز/يوليو 2016 الماضي، إلا أن المحاولة باءت بالفشل ولم تستمر سوى ساعات.
.
يني شفق