تعرف على ساحل فلوريا بإسطنبول الذي يستهوي السياح العرب

على مصاطب خشبية في ساحل “فلوريا” المطلّ على بحر “مرمرة”، يصطف، يوميا، المئات من السياح العرب والأتراك وغيرهم، للاستمتاع بغروب الشمس، وهبوط الطائرات في مطار أتاتورك الدولي باسطنبول.

ساحل “فلوريا” الممتد على نحو 10 كم، يمنح الزوار فرصة الظفر بمشهد ساحر وفريد من نوعه لا يتوفر في أي مكان آخر.
فمن هناك، يرى الزوار المئات من الطائرات وهي تصطف جوا، وتستعد للهبوط تباعا على مدرج المطار الذي لا يبعد عن الساحل أكثر من 300 متر، فيما ترسو، أيضا، المئات من السفن التجارية والسياحية، على مدار الساعة.

أما مدرج المطار، فدوره لم يعد مقتصرا على استقبال الطائرات القادمة من مئات المدن حول العالم، بل بات أيضا وجهة لنظرات السائحين العرب، ممن يراقبون باندهاش، وعن كثب، مشهد الطائرات وهي تهبط تدريجيا حتى تدرك الأرض.

منظر السفن التي يتزين بها الساحل، يحظى هو الآخر بإعجاب السواح العرب القادمين من مختلف الدول العربية، والذين قل ما يجدوا مثل هذه المشاهد الاستثنائية ببلدانهم.
ففي هذا المكان الساحر، ترتسم توليفة رائقة تجمع بين أجمل ما في الطبيعة من نقاط جذب، وبين أروع ما ابتكر الإنسان.
وبين السفن الراسية بالبحر، والطائرات الرابضة في المطار، تتعالى أصوات السياح، وترفع أصابعهم منبهرة بسحر المكان.
ولا يكتفي المحتشدون بتخزين هذا المنظر الجميل في مخيلتهم، وإنما يستعينون بكاميراتهم وكاميرات هواتفهم المحمولة لتوثيقها للعودة إليها لاحقة واستعادة ذكرى تبعث السرور في نفوسهم.
على مدرج المطار، تحلق الطائرات لبضع دقائق، من الجهة الجنوبية لمدينة إسطنبول، أي فوق بحر مرمرة، ومن ثم تقوم بالهبوط على المدرج.
وفي كل دقيقة على أقصى تقدير، يستقبل المطار طائرة جديدة قادمة من مختلف مدن العالم، تحمل على متنها عشرات الآلاف من السياح يومياً، القادمين لأغراض مختلفة، بينهم من جاء للعمل أو الدراسة أو للسياحة والعلاج وغيره.
وفِي كثير من الأحيان، لا يفصل الناظر عن الطائرة سوى مئات الأمتار ما يمكنه من رؤية تفاصيلها وحتى الركاب من نوافذها.
ويشهد الساحل وقت غروب الشمس، اكتظاظا بعشرات الآلاف من السياح العرب والمواطنين الأتراك، للتمتع بالمناظر المدهشة.
ويستقبل ساحل “فلوريا”، صباح كل يوم، المئات من الذين يمارسون رياضة الجري وركوب الدراجات الهوائية.

السائح السوري، محمد عماد، يصف المشهد، قائلا إن “المنظر جميل جداً، من ناحية الطبيعة الخلابة التي نشاهد من خلالها غروب الشمس والبحر والأشجار، والطائرات والسفن ومحلات التنزه وملاهي الأطفال”.

وأضاف، للأناضول، أنه “من النادر أن ترى مثل هذا المشهد في أماكن أخرى من العالم، سواء من ناحية الطبيعة أو التكنولوجيا، ولهذا السبب، يتدفّق السياح نحو هذا المكان بشكل خاص”.
من جهته أشار السائح الأردني مالك ربابعة، إلى أن “هذا المكان يعد من أجمل الأماكن التي وجدها في إسطنبول، لاسيما حينما تجلس على الساحل، خلفك الأشجار، وأمامك البحر، وتمر من فوق رأسك الطائرات بشكل منخفض”.

ورأى، في حديث للأناضول، أن “منظر هبوط الطائرات على مدرج المطار، مع منظر غروب الشمس، ينسي المرء العالم بأسره”.

أما حسين كردي، فقال من جهته: “أنا سائح أردني، ولطالما سمعت منذ أول يوم جئت فيه إلى تركيا، بأنه من الضروري أن أزور منطقة فلوريا بمدينة إسطنبول، وفعلاً المشاهد هنا ممتعة للغاية”.
واعتبر أن “منظر الطائرات القريب مدهش، حتى أننا نرى القبطان من شباك الطائرة، وهذا شعور جميل جداً، لاسيما أن المنطقة التي تضم الطائرات والسفن، رائعة من حيث بنيتها السياحية”.

وتسمح القوانين التركية بالإقامة في تركيا من 30 إلى 90 يوما، دون الحاجة إلى تأشيرة سياحية لعشرات الدول، وهذا له دور كبير في استقطاب السياح.
وتشير بيانات رسمية، حصلت عليها الأناضول، إلى أن إيرادات السياحة في تركيا، بلغت في النصف الأول من العام الجاري، نحو 11.5 مليار دولار.

ويتوزع المبلغ المذكور على 9.5 مليارات دولار، نفقات للسياح الأجانب البالغ عددهم 16 مليونا، بالفترة نفسها، وملياري دولار، تمثّل عائدات السياحة الداخلية.

وتشمل نفقات السياح الأجانب، 2.5 مليار دولار في المطاعم التركية، ومليارا و735 مليون دولار في النقل الدولي، ومليارا و413 مليون في المبيت.

فيما بلغت إيرادت قطاع السياحة الصحية نحو 440 مليون دولار، وإيرادات النقل الداخلي بنحو 757 مليون دولار، والأنشطة الرياضية والتعليمية والثقافية بـ 135 مليونا.
والعام الماضي، احتلت تركيا المركز السادس عالميا من حيث استقطاب السياح، إذ بلغ عددهم نحو 39.9 مليونا.

وفي العام نفسه، بلغت عائدات السياحة التركية نحو 26 مليار دولار.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.