في منطقة “أورطا كوي”، وتحت جسر إسطنبول المعلق الأول، المعروف بجسر “شهداء 15 تموز (يوليو)”، يتوافد الآلاف من السائحين السعوديين على المنطقة، لالتقاط صور سيلفي مع الجسر الساحر الشهير.
“أورطا كوي” تعني بالتركية “القرية الوسطى”، وهي منطقة نشطة وساهرة على مضيق البوسفور على مدار الساعة، ويقصدها ملايين السائحين سنويا، ولاسيما من دول الخليج.
وجسر “شهداء 15 تموز” كان يسمى بـ”جسر البوسفور”، قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة، في 15 يوليو/ تموز 2016، حيث تم تغيير اسمه إلى الاسم الجديد، تمجيدا لشهداء تلك الليلة.
تقع المنطقة في الشطر الأوروبي من إسطنبول، وتطل على مضيق البوسفور، الذي يمتد أكثر من 30 كم.
كما تطل مباشرة على الجانب الآسيوي، الذي يظهر منه منطقة أوسكدار، تل العرائس، مسجد شاملجا، مسجد السلطان أحمد، متحف آيا صوفيا، وغيرها من معالم إسطنبول.
ويشكل مضيق البوسفور القناة الفاصلة بين شطري قارتي آسيا وأوروبا، وهو الممر المائي بين بحري مرمرة والأسود.
– لوحة طبيعية
مضيق البوسفور يشكل إطلالة جميلة لمنطقة “أورطا كوي”، تجعلها وكأنها لوحة جدارية طبيعية.
على ساحل “أورطا كوي” تنتشر عشرات من أكشاك أكلة “الكومبير”، وحلوى “الوافل”، ولا يكاد يمر زائر إلا ويحمل بين يديه إحدى الأكلتين.
ويشتري السائحون العرب الأطعمة والحلوى، ويذهبون إلى الساحل الممتد لنحو كيلومتر واحد، حيث توفر البلدية على الساحل المئات من المقاعد الخشبية.
و”الكومبير” عبارة عن ثمرة كبيرة من البطاطس مشوية بالفرن، يتم شقها من المنتصف، وعجنها مع الزبدة والجبنة، قبيل وضع مختلف أنواع السلطات الباردة والبقوليات والمنكهات الأخرى عليها.
أما “الوافل” فهي حلويات تخبز في جهاز خاص، وتوضع عليها أنواع من الشوكولاتة والفواكه، والمربيات، وأحيانا توضع عليها المثلجات.
– منطقة ساحرة
على الساحل مباشرة، حيث الجسر المعلق من فوقك، ومسجد “أورطا كوي” عن يمينك، والقسم الآسيوي من أمامك، تستطيع مشاهدة مضيق البوسفور، الذي تتلاطم أمواجه وهي تحمل بواخر تنقل السائحين في جولات سياحية.
السائح السعودي جاسم محمد قال للأناضول إن “منطقة أورطا كوي جميلة جدا، ويغلب بها وجود الأكلات الشعبية اللذيذة، مثل الوافل وغيرها”.
وأضاف: “نشعر بالإستئناس هنا، المسجد التاريخي عن يميننا والجسر من فوقنا، والضفة الآسيوية مقابلنا، إضافة إلى مضيق البسفور”.
ومضى قائلا: “نأخذ صور السيلفي هنا، وسأبلغ أصدقائي الشباب بالقدوم إلى المكان”.
وقالت السائحة السعودية مها محمد إن هذه المنطقة “من أجمل المناطق التي زرتها في إسطنبول.. منظر البوسفور وجسر الشهداء، إضافة إلى الأكلات الشعبية هنا”.
وتابعت، في حديث للأناضول: “أحتفظ بصور السيلفي في هذا المكان الجميل”.
بدورها، قالت السائحة السعودية، زين السلطان: “من أكثر ما أعجبني هنا هو منظر جسر الشهداء، والثقافات والجنسيات المختلفة”.
وأضافت: “ركبت الباخرة، وتجولت من أمام أورطا كوي، ومررنا من تحت الجسر، ومعجبة جدا بالطعام التركي”.
– الوجهة السياحية الأولى
مع دخول صيف عام 2018، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد إلى تركيا، لقضاء العطلة الصيفية في الولايات المختلفة.
وتركيا هي الوجهة السياحية الأولى في دول الشرق الأوسط، نظرا لانخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.
وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة الشواطئ والسياحة الثقافية والدينية، وسياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.
وتسمح القوانين التركية بالإقامة في تركيا من 30 إلى 90 يوما، دون احتياج مواطني العشرات من الدول إلى تأشيرة سياحية، وهو ما يلعب دورا كبيرا في استقطاب السائحين.
وتفيد بيانات رسمية، حصلت عليها الأناضول، بأن إيرادات السياحة في تركيا بلغت في النصف الأول من العام الجاري نحو 11.5 مليار دولار.
ويتوزع هذا المبلغ على 9.5 مليارات دولار نفقات للسائحين الأجانب، البالغ عددهم 16 مليونا، خلال الفترة نفسها، وملياري دولار تمثّل عائدات السياحة الداخلية.
وتشمل نفقات السائحين الأجانب 2.5 مليار دولار في المطاعم التركية، ومليارا و735 مليون دولار في النقل الدولي، ومليارا و413 مليون في المبيت.
فيما بلغت إيرادت قطاع السياحة الصحية نحو 440 مليون دولار، وإيرادات النقل الداخلي حوالي 757 مليون دولار، والأنشطة الرياضية والتعليمية والثقافية 135 مليونا.
واحتلت تركيا، العام الماضي، المركز السادس عالميا من حيث استقطاب السائحين، إذ بلغ عددهم نحو 39.9 مليونا.
وبلغت عائدات السياحة التركية، في العام نفسه، نحو 26 مليار دولار.
.
م.الاناضول